لا يوجد مسار واحد لبدء عمل تجاري صغير ناجح. وتجدُر الإشارة إلى أن العديد من الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر لا يُكتب لها الاستمرار أو النجاح خلال سنواتها القليلة الأولى. فلا يمكن لأصحاب المشروع التحكم في كل شيء، ومع ذلك يمكنك إعداد نفسك للنجاح بمعرفة ما يميز المشروعات المربحة عن تلك المشروعات الأخرى التي ينتابها الفشل.
مفاتيح النجاح
ماذا تحتاج لتحقيق النجاح؟
يؤدي أصحاب المشروعات الصغيرة دورًا هامًا بشكل خاص في مشروعاتهم إذ يتعيَّن عليهم في كثير من الأحيان أداء أدوار متعددة، ويمكن أن تحدد قراراتهم نجاح الشركة.
نهج يعتمد على التصرفات والأفعال. صحيح أن عملية البحث أمر ضروري لبدء أي مشروع، وقد تحتاج إلى الاستثمار المستمر في تكثيف معلوماتك في أثناء قيامك بإدارة مشروعك وتطويره. ومع ذلك، قد يُفوت بعض الناس فرصتهم ليصيروا أصحاب مشروعات لأنهم يقضون الكثير من الوقت في الحلم بها وعدم المضي قدمًا. كذلك يمتاز أصحاب المشروعات الناجحون بفهم وإدراك للمخاطر والمكاسب المحتملة لبدء أي مشروع تجاري. ويضعون معرفتهم موضع التنفيذ ويتعلمون باستمرار من نجاحاتهم وإخفاقاتهم.
ملاءمة المنتج للسوق. إذا كان العملاء يرغبون ويمكنهم تحمل تكلفة ما تبيعه، فقد تكون وجدت سوقًا ملائمًا لبيع المنتجات: ويعني ذلك أن منتجك يناسب السوق المستهدف. وسواء كنت تبيع منتجًا ماديًا، أو تدرس دورة تدريبية عبر الإنترنت، أو بصدد فتح مطعم أو تقديم خدمة ما، فإن العثور على أفضل طريقة لتسويق عرضك أمرٌ ضروري لتحقيق النجاح.
قد تحتاج إلى تغيير منتجاتك أو خدماتك بمرور الوقت لمراعاة المنافسين الجدد أو تغيير تفضيلات العملاء. فقد ترى مثلاً تحولاً في تفضيلات العملاء المتزايد للمنتجات الصديقة للبيئة، ويجب عليك عندئذٍ أن تتحول أفكارك إلى استخدام موارد صديقة للبيئة. ولأجل الحفاظ على تزايد أرقام مبيعاتك، فأنت تحتاج إلى تسويق منتجك بفاعلية للوصول إلى مشترين جدد وزيادة قاعدة عملائك.
اختيار الأشخاص المناسبين. تعتمد معظم المشروعات الصغيرة على العمل الجماعي. وبصفتك مالك المشروع وصاحبه، ستحتاج إلى تحديد الأشخاص الذين ستعيِّنهم، بينما ستحتاج إلى الاستغناء عن خدمات آخرين. لذا عليك محاولة تعيين موظفين لديهم المهارات اللازمة لأداء الوظيفة المطلوبة ويعكسون أهداف شركتك وقيمها.
ويشمل فريقك أيضًا المستشارين والخبراء الذين توظفهم، مثل محاسب أو محام خاص بالمشروعات. كذلك يجب عليك مراعاة ما إذا كان هؤلاء الأفراد لديهم خبرة في العمل مع أنواع مماثلة من هذه المشروعات أو لديهم خبرة في مجال عملك قبل توظيفهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الحرص على مقابلة أصحاب المشروعات الآخرين والتعلم من تجاربهم، أو العثور على مستشار في هذا الشأن. فالتعلم من تجارب الآخرين ومشاركة نجاحات أو إخفاقات مشروعك معهم أمرٌ مهم بصرف النظر عن نوع المشروع الذي تديره.
خطة عمل مبنية على أبحاث موسعة. قد تساعد خطة العمل على التركيز والتنظيم. علاوة على ذلك، ستحسّن فكرة مشروعك في أثناء وضع خطة عملك، وسيكون لديك خريطة طريق يمكنك الرجوع إليها قبل اتخاذ قرارات رئيسية.
المعرفة المالية. حتى مع وجود فكرة رائعة وفريق عظيم وخطة ممتازة، يعتمد نجاح مشروعك على مدى قدرتك على إدارة الجوانب المالية للمشروع.
يجب عليك محاولة تعلم أساسيات وضع الميزانية وتوفير المال وتمويل المشروع. يمكنك توظيف مسؤول حسابات (دفاتر) أو محاسب للمساعدة، ولكن قد ترغب في مراجعة القوائم المالية خاصتك بشكل دوري وأن يكون لديك معرفة كافية لفهم ما تراه للتأكد أنك تحقق ربحًا.
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أن تساعدك معرفة مقدار المال الذي يجري تدفقه إلى مشروعك والمال الذي يجري سحبه منه كل شهر (التدفق النقدي الخاص به) على اتخاذ قرارات استراتيجية مدعمة بالحقائق. فمشكلات التدفق النقدي يمكن أن تسبب فشل المشروعات الصغيرة الناجحة. فمثلاً قد تبيع طلبية كبيرة لشركة ما كبرى ثم تضطر إلى الانتظار لمدة 60 أو 90 يومًا للحصول على مقابل بيع هذا الطلب. وعليك معرفة كيف ستدفع أجور الموظفين ومستحقات البائعين إلى حين تسلُّم مستحقاتك.
علاوة على إلى إدارة التدفق النقدي، يمكن أن تشمل المعرفة المالية معرفة الضرائب التي يجب عليك دفعها (وتاريخ استحقاقها)، وأنواع التأمين التجاري اللازمة عليك وكيفية اقتراض الأموال بشكل فعّال.
العمليات الفعّالة. يشعر أصحاب المشروعات الصغيرة أحيانًا أنه لا يوجد وقت كافٍ للقيام بكل شيء وارد في قائمة المهام المراد تنفيذها، وقد يكونون على حق. لذا يمكن أن يساعدك إعداد العمليات على تبسيط نشاط المشروع وتيسيره.
فعلى سبيل المثال، يمكنك إنشاء تعليمات تفصيلية خطوة بخطوة بشأن كيفية فتح المتجرالخاص بك كل صباح. أو كيفية دفع فواتيرك كل شهر. فإذا كنت تؤدي هذه المهام بنفسك، فإن وضع عملية محددة يمكن أن يساعدك على تجنب الأخطاء وتوفير الوقت لك.
وعندما تكون قادرًا على تحمل تكاليف الاستعانة بأفراد لتقديم المساعدة لك، سيكون من الأسهل نقل هذه المهام إلى شخص آخر وتحويل تركيزك إلى عمل أكثر أهمية.
الإعلانات الموجّهة. لا يستطيع العملاء دعم مشروعك إذا كانوا لا يعرفون بوجوده. فسواء كنت تدير متجرًا فعليًا أو متجرًا للتجارة الإلكترونية (أو كليهما)، فسترغب في إنشاء خطة تسويقية بغرض ترويج مشروعك ومعرفة أنواع الإعلانات الأكثر فاعلية لدى جمهورك.
ولاء العملاء. قد يستغرق بناء قاعدة عملاء مخلصين بعض الوقت، ولكنه أيضًا علامة على نجاح المشروع. فالعملاء المخلصون يقدمون فائدتين عظيمتين: الإيرادات المتكررة والإحالات (طلب الاقتراحات) الشفهية.
كيف تبني ولاء العملاء؟ لذا يجب عليك تقديم خدمة عملاء ممتازة، وسرد رؤية شركتك أو رسالتها، مع توضيح قيمة المنتجات أو الخدمات التي تبيعها. قد يكون بعض العملاء مخلصين لأصحابِ المشروعات الصغيرة الذين هم أعضاء بارزون داخل مجتمعهم. فالعديد من المجتمعات تشجع الناس على "شراء المنتج المحلي" لدعم الاقتصاد وتنميته ومساعدة مجتمعهم على الازدهار.
الحضور الرقمي
إذا كان نشاطك أو عملك قائمًا على الإنترنت، فإن الحضور الرقمي القوي أمر حيوي لتحقيق النجاح، ومن ذلك مثلاً وجود موقع إلكتروني جيد الأداء، وتسويق رقمي فعال وأدوات على وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل البيانات ذات الصلة.
والاستثمار في موقع إلكتروني عالي الجودة من شأنه ضمان تجربة عملاء سلسة يسيرة، ويقلل من الأعطال المحتملة والمشاكل التقنية، ويبرز علامة قوية أمام الجمهور.
إن الأعمال الأكثر نجاحًا تنخرط مع العملاء عبر الإعلان على الإنترنت والبريد الإلكتروني والتسويق بالمحتوى ووسائل التوصل الاجتماعي، مع الاحتفاظ بالاتساق والموثوقية في جميع القنوات. وعند تدشين موقع إلكتروني جديد، ابحث عن خبير ليساعدك على ضبط أدوات التحليل التتبعية وبهذا يمكنك متابعة أداء حملتك الرقمية وسلوك العملاء وتكون قادرًا على التحسين لأجل تحقيق النجاح.
سهم